في كلامهم أن يكون اللفظ واحدا والمعنى جميع، حتى قال بعضهم في الشعر من ذلك ما لا يستعمل في الكلام. قال علقمة بن عبدة:

بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيضٌ وأما جلدها فصليب (?)

وقال آخر (?) :

لا تنكر القتل وقد سبينا ... في حلقكم عظمٌ وقد شجينا (?)

ونظير هذا قول حميد:

وما هي إلا في إزار وعلقة ... مغار ابن همام على حي خثعما (?)

ف «مغار» ليس بزمان لتعلق «على» به، والمضاف فيه محذوف، أي وقت إغارة ابن همام.

ومثله:

كأن مجر الرامسات ذيولها ... عليه قضيمٌ نمقته الصوانع (?)

أي: كان مكان مجر الرامسات، ف «مجر» مصدر، لانتصاب «ذيولها» به، والمضاف محذوف.

وكذلك قول ذي الرمة:

فظل بملقى واحف جزع المعى (?)

نصب «جزع المعى» ب «ملقى» لأنه أراد به المصدر، أي موضع إلقاء واحف جزع المعى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015