هذا باب ما جاء في التنزيل أجرى فيه الوصل مجرى الوقف وهو شيء عزيز نادر حتى قالوا: إنه يجوز في ضرورة الشعر، ولكن أبا علي حمل قوله: (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ) (?) فيمن شدد النون، أن أصله «لمًّا» من قوله: (أَكْلًا لَمًّا) (?) ، فوقف وأبدل من التنوين ألفا، فصار «لما» ثم حمل الوصل على الوقف (?) .
ومن ذلك قوله: (يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ) (?) و (يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ) (?) فيمن خفف الياء، قال: هذا على الوقف. ومثله قول عمران (?) :
قد كنت عندك حولاً لا تروعنى ... فيه روائع من إنس ولا جانى
ومن ذلك قراءة من قرأ: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً) (?) و: (قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ) (?) هذا على أن الوقف في «هدًى» : «هدى» بالإسكان، وفي «بشراى» «بشرى» ، كما حكاه سيبويه من أنهم يقفون على أفعى، أفعى، ثم لما أدخل ياء الإضافة أدغم الياء في الياء وأجرى الوصل مجرى الوقف (?) .
/ ومن ذلك قراءة نافع: (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) (?) ، (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (?) ، (وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ) (?) . فهذه على لغة من وقف على «أنا» فقال: