وفي الضمير الآخر قولان:

أحدهما- للقلوب.

والثاني- أنها للحجارة، لأنها أقرب المذكورين.

ومن ذلك قوله تعالى: (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (?) الضمير لله، لتقدم ذكره في قوله: (آمَنَّا بِاللَّهِ) (?) ، أو لجميع المذكورين (?) .

وفي قوله: (يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ) (?) غير وجه:

قيل: يعرفون تحويل القبلة إلى الكعبة.

وقيل: يعرفون محمداً.

وقيل: يعود إلى العلم، من قوله: (مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) (?) وهو نعته.

وأما قوله تعالى: (بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ) (?) .

قال أبو علي: الهاء تعود إلى «ما عقدتم» بدلالة أن الأسماء المتقدمة:

اللغو، والأيمان، وما عقدتم.

ولا يجوز أن يعود إلى اللغو لأن اللغو لا شيء فيه، بلا خلاف.

قال: ولا يعود إلى «الأيمان» إذ لم يقل: فكفارتها.

والمعقود عليه ما كان موقوفاً على الحنث والبر، وما عدا ذلك لم يدخل تحت النص.

وعندي أنه يعود إلى «الأيمان» ، كقوله: (نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ) (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015