ف «الدار» مفعول بها، وليست كالوجه الآخر المتقدم.

وأما من أضاف فقال: (بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ) (?) فإن «الخالصة» تكون على ضروب: تكون للذكر وغير الذكر.

فإذا أضيفت إلى «ذكرى» اختصت «الخالصة» بهذه الإضافة، فتكون الإضافة إلى المفعول به، بإخلاصهم ذكرى الدار، أي: أخلصوا ذكرها والخوف منها لله.

ويكون على إضافة المصدر، الذي هو «الخالصة» إلى الفاعل، تقديره:

بأن خلصت لهم ذكرى الدار.

و «الدار» على هذا يحتمل الوجهين اللذين تقدما من كونها للآخرة والدنيا.

وأما المصدر المعرف باللام فإنهم كرهوا إعماله، ومع ذلك فقد جاء في التنزيل في موضعين:

أحدهما قوله تعالى: (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) (?) .

ف «من» في موضع الرفع من «الجهر» ، أي: لا يحب الله أن يجهر بالسوء من القول إلا المظلوم.

والموضع الآخر قوله تعالى: (وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ) (?) أي: أن يشفع أحد إلا الشاهد بالحق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015