وعلى هذا قوله تعالى: (فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ) (?) فأسند النسيان إليه، والمعنى على أنهم نسوا ذلك.

وأما قوله تعالى: (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) (?) فالأشبه أن يكون من الذي هو خلاف الذكر. وهذا أشبه من أن يحمل على ما يراد به الترك.

وذلك أن النبي، صلى الله عليه وعلى آله، كان إذا نزل عليه القرآن أسرع القراءة وأكثرها مخافة النسيان، فقال: (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ) (?) أي تنساه، لرفعه ذلك بالنسيان كرفعه إياه بالنسخ بآية أو سنة.

ويؤكد ذلك قوله تعالى: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)

(?) .

وقوله تعالى: (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) (?) فحمل قوله: «فلا تنسى» ، إذا كان يسلك هذا المسلك، ليس بالوجه.

ومما حذف المفعول قوله: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (?) أي: بشرهم بالجنة.

ومن حذف المفعول قوله: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ) (?) أي كحب الله المؤمنين. فالمصدر مضاف إلى الفاعل، والمفعول محذوف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015