وامرأة مغيب، إذا لم يشهد زوجها، فكأن المعنى: ذات غيبة، أي: ذات غيبة وليها، وذات شهادة وليها. والشهادة خلاف الغيبة، قال الله تعالى:
(عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) (?) .
فهذا في المعنى قريب من قوله: (وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ) (?) (يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ) (?) .
وأما «شهدت» الذي بمعنى «علمت» فيستعمل على ضربين:
أحدهما: أن يكون قسماً.
والآخر: أن يكون غير قسم.
فاستعمالهم إياه قسماً، كاستعمالهم: علم الله، ويعلم الله، قسماً. تقول:
علم الله لأفعلن، فتلقّاه بما يتلقى به الأقسام، وأنشد سيبويه:
ولقد علمت لتأتين منيتي ... إن المنايا لا تطيش سهامها (?)
وتقول: أشهد بالله إنك لذاهب، وأشهد إنك لذاهب.
قال: وحدثنا أبو الحسن أن محمداً قال: إن زفر يذهب إلى أنه إذا قال: أشهد بالله، كان يميناً فإن قال «أشهد» ولم يقل «بالله» لم يره يمينا.