وكذلك قوله تعالى: (فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً) (?) أي: مازادهم مجيء النذير.

وقال: (وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً) (?) أي: ما زادهم نظرهم إليهم أو رؤيتهم لهم إلا إيماناً.

وأما قوله: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا) (?) أي: ما زادوكم قوة ونصرة إلا خبالاً، فحذف المفعول الثاني.

وليس انتصاب «خبالاً» كانتصاب «إيماناً» لقوله: (وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً) (?) لكن على الاستثناء، أي: يوقعون خبالاً وفساداً.

هذا هو الصحيح في هذه الآية، وأظنني نقلت عن بعضهم غير هذا في هذه الأجزاء.

وقوله تعالى: (وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ) (?) أي: لأوضعوا بينكم ركائبهم عن أبي الهيثم. وقال أبو اسحاق: لأوضعوا فيما يحل بكم.

ومن حذف المفعول قوله تعالى: (وَإِذِ اسْتَسْقى / مُوسى لِقَوْمِهِ) (?) أي: استسقى ربه، وكذلك: (يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ) (?) ، التقدير:

يخرج لنا شيئاً مما تنبت الأرض، فالمفعول مضمر، وقوله: (مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ) (?) في موضع الوصف له، أي: شيئاً مما تنبت الأرض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015