وفي الملائكة: (الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ) (?) (الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ) (?) .
(النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ) (?) (النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) (?) .
فى حم عسق: (لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً) (?) .
وفيها: (ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ) (?) .
فذلك اثنان وستون موضعاً.
هذه الهمزات المختلفة، روت القراء عن أبي عمرو تليين الثانية، وتحقيق الأولى. وروى سيبويه عنه تليين الأولى، وتحقيق الثانية نحو: يا زكريا زكريا وأما الهمزتان إذا التقتا وكانت كل واحدة منهما من كلمة، فإن أهل التخفيف يخففون إحداهما، ويستثقلون تحقيقهما لما ذكرت لك، كما استثقل أهل/ الحجاز تخفيف الواحدة، فليس في كلامهم أن تلتقي همزتان فتحققا ومن كلامهم تخفيف الأولى، وتحقيق الثانية، سمعنا ذلك من العرب.
وحدثنى هارون القارئ، أنه سمع العرب يقولون، وهو قوله: (فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها) (?) و (يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ) (?) وهو قول أبي عمرو، وأنشد الشاعر:
كل غراء إذا ما برزت ... ترهب العين عليها والحسد (?)
انتهى كلامه.
وكان المقصود من إدخال هذا الباب الإشارة بهذا الخلاف بين سيبويه والقراء في روايتهم عن أبي عمرو، وكل حسن جائز فصيح.