وعندي أنه على الاستثناء المنقطع، وليس على: تغلو غلوا غير الحق لأن «غُلُوا» نكرة، وإن كان لا يتعرف في غير هذا الموضع بالإضافة، فقد تعرف هنا، إذ ليس إلا الحق أو الباطل.

ومن ذلك قوله تعالى: (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ) (?) يجوز أن يكون «من» زيادة على قياس قول أبي الحسن. ويجوز أن يكون على حذف الموصوف، أي: وأوزارا من أوزار الذين يضلونهم. ويؤكد هذا قوله: (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ) (?) ، فكما أن «مع» صفة فكذلك الجار هاهنا.

ومن ذلك قوله تعالى: (وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً) (?) أي: ما تتخذون، فحذف «ما» وهو موصوف.

ومن ذلك قوله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً) (?) أي:

ارحمهما رحمة مثل رحمة تربيتهما/ إياى صغيراً فحذف ذا الكلام.

ومعنى رحمة التربية: الرحمة التي كانت عنها التربية، مثل ضرب التلف.

ويجوز أن يكون المعنى: على ما ربّيانى صغيرا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015