وحذف «أحد» جاء في التنزيل، وإن لم يكن موصوفاً، كقوله (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ) (?) والتقدير: وإن من أهل الكتاب أحد.

كذا: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) (?) أي: إن منكم أحد.

وإن جعلت الظرفين في الآيتين وصفاً ل «أحد» على تقدير: وإن أحد ثابت من أهل الكتاب، وإن أحد منكم إلا واردها، كان وجها.

وإن طلبت شاهداً على حذف «أحد» من أشعارهم، فقد أنشد سيبويه:

لو قلت ما في قومها لم تيثم ... يفضلها في حسب وميسم (?)

أي: ما في قومها أحد يفضلها.

ولفظ سيبويه في ذلك: وسمعنا بعض العرب الموثوق به يقول:

ما منهم مات حتى رأيته في حال كذا وكذا. وإنما أراد: ما منهم أحد مات، ومثل ذلك (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) (?) ومثل ذلك في الشعر للنابغة «5» :

كأنك من جمال بنى أقيش ... يقعقع خلف رجليه بشن «6»

أي: كأنك جمل من جمال بني أقيش.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015