هذا باب ما جاء في التنزيل وقد حُذف الموصوف وأقيمت صفته مقامه/ وهو جائز حسن في العربية يعد من جملة الفصاحة والبلاغة. وقد ذكره سيبويه في غير موضع من كتابه.
فمن ذلك قوله: (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) (?) والتقدير: وبالدار الآخرة هم يوقنون.
ومن ذلك قوله: (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) (?) أي: في الدار الآخرة.
كما أن قوله: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا) (?) أي: في الدار الدنيا.
دليله قوله: (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ) (?) .
وما جاء في التنزيل من قوله: (وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ) (?) فهو على تقدير:
ولدار الساعة الآخرة، فتكون «الآخرة» صفة للساعة المضمرة.
وعليه قراءة ابن عامر فى قوله: (لَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) فى الأنعام (?) .