على حدها في قولهم: جئت بلا مال، وأبت بلا غنيمة. فنفيت ما أثبت من حيث كان النفي ب «لا» عاماً منتظماً لجميع الجنس. فلما لم يستقم حمله على الجنس لتدافع العارض في ذلك حكمت بزيادتهما، فصار التقدير: حين حين. وهو من باب: حلقة فضة، وخاتم حديد لأن الحين يقع على الزمان القليل كالساعة ونحوها وعلى الطويل كقوله تعالى: (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) (?) وعلى ما هو أقصر من ذلك كقوله تعالى:
(تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ) (?) . فصار: حين حين، كقوله:
ولولا يوم يوم ما أردنا
ومنه قول الشماخ:
أعايش ما لأهلك لا أراهم ... يضيعون الهجان مع المضيع (?)
وروى التوزى عن أبي عبيدة أن «لا» زائدة.
ومنه قول المرار، بيت الكتاب (?) -:
ولا ينطق الفحشاء من كان منهم ... إذا جلسوا (?) منا ولا من سوائنا