ومن ذلك قوله تعالى: (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً) (?) أي: بيوم، فحذف الحرف، وأوصل للفعل، وليس بظرف، لأن الكفر لا يكون يومئذ لارتفاع الشبه لما يشاهد. وقيل: التقدير، كيف تتقون عقاب يوم؟

ومن ذلك قوله تعالى: (تَبْغُونَها عِوَجاً) (?) حكم تعديه إلى أحد المفعولين أن يكون بحرف الجر، نحو: بغيت لك خيراً، ثم يحذف الجار.

وحكى في قوله تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً) (?) أي: دينا غير الإسلام ف، «غير» على هذا وصف للنكرة فتقدم عليها، فانتصب على الحال نحو: فيها قائما رجل.

ومن ذلك قوله تعالى: (نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ) (?) أي: على من في النار.

كما قال: (وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ) (?) . وقال: (إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ) (?) .

فكأنه قال: باركت على من في النار من دخل فيها. ولكن على معنى:

من قرب منها ومن داناها، فحذف المضاف.

فإن قلت: ف «من حولها» بقربها، فما معنى التكرير؟

قيل: لا يدل «حول كذا» على التقريب، لأنك تقول: هو يطوف حول البيت، ويكون متراخيا عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015