والثاني: أنّ يكون على البدل من (أيّام).
وقد قرأ بذلك مجاهد. و (هُدًى لِلنَّاسِ) في موضع نصب على الحال.
* * *
فصل:
ومما يسأل عنه أن يقال: كيف جاز أنّ يُعطف الظرف على الاسم في قوله (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ)؟
فالجواب: أنّه بمعنى الاسم، كأنّه قال: أو مسافراً، ومثله (دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا) أي: دعانا مضطجعا.
ويُسْأَل عن اللام في قوله: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) علامَ عُطِفت؟
وفيه جوابان:
أحدهما: أنها معطوفة على الجملة؛ لأنَّ المعنى شرع لكم ذلك، فأريد منكم ولتكملوا العدهّ، ومثله: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) أي: وليكون من الموقنين أريناه ذلك.
والوجه الثاني: أنّ يكون على تأويل محذوف دلّ عليه ما تقدم؛ كأنّه قال: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، قال: فعل الله ذلك ليُسهِّلَ عليكم، ولتكملوا العدة، قال الشاعر:
بادَت وغيَّر آيهُنّ مع البلى ... إلا رواكدَ جمرُهنّ هَبَاءُ
ومُشَجَّجٌ أَمَّا سَواءُ قَذالِهَ ... فَبَدا وغَيَّر سارَهُ المَعْزاءُ
فعطف على تأويل الكلام الأوّل كأنَّه قال: بها رواكد ومُشَجَّجٍ، وهذا قول الزجاج