الجدُّ هاهنا: العظمة؛ لانقطاع كل عظمة عنها، لعلوها عليها. ومن هذا قيل لأب الأب " جد "، لانقطاعه. لعلو أبوته. وكل من فوقه لهذا الولد " أجداد ".
والجد: الحظ، لانقطاعه بعلو شأنه، والجد: ضربٌ من السير لانقطاعه عما هو دونه. وأصل الجد: القطع، والجِدّ: - بالكسر - ضد الهزل؛ لانقطاعه عن السخف. وكذا الجد: الانكماش في الشيء لانقطاعه عنَ التواني. والجُدُّ - بالضم - البئر القديمة. لانقطاع من يعرف حالها في وقت حفرها، والجُد: ساحل البحر، ومنه (جُدَّة) سُمي بذلك لأنّه آخر الأرض ومنقطعها. قال الحسن ومجاهد وقتادة (جَدُّ رَبِّنَا) جلاله وعظمته، وروي عن الحسن: غنى رَبِّنَا.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ)، (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا)، (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ)، (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ) بالفتح في الأحرف الأربعة، وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم كذلك، إلا قوله: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ) فإنهما قرأا بكسر الهمزة، وقرأ الباقون ذلك كله بالفتح إلا ما جاء بعد قولٍ أو فاء جزاء.
فمن فتح حمل على قوله: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ)، ومن كسر (إِنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ)، فزعم الفراء: أنّ حبان حدَّثه عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: أوحي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -