قال مجاهد: هذا السائل هو الذي قال: (اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ)، وهو النضر بن الحارث، وقال الحسن: سأل المشركون فقالوا: لمن هذا العذاب الذي تذكر يا محمد؟ - فجاء جوابهم بأنه (لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ)، وقيل: " اللام " في قوله: (للكافرين) بمعنى " على " أي: واقعٌ على الكافرين، وقال الفراء: هي بمعنى " الباء " أي: بالكافرين واقع، وهو قول الضحاك.
وقرأ نافع وابن عامر (سَال سَائل) بغير همزٍ في (سأل) وهمز الباقون.
فمن همز جاز في (الباء) على قوله وجهان:
أحدهما: أن تكون بمعنى (عن) وعلى هذا تأويل قول الحسن لأنهم سألوا عن العذاب: لمن هو.
والقول الثاني: أنّ (الباء) على بابها للتعدي، والتقدير: سأل سائل بإنزال عذاب واقع، وهذا على تأويل قول مجاهد أنّه يعني به " النضر بن الحارث ".
ومن ترك الهمز جاز في قراءته ثلاثة أوجه:
أحدها: أنّه خفف الهمزة استثقالًا لها.
والثاني: أنها لغة، حكى سيبويه: سِلْتُ أُسَالُ على وزن: خفت أخاف، قال حسَّان:
سَالت هُذَيلَ رسُولَ اللهِ فَاحِشةً ... ضَلَّت هُذيل بَها سَالت ولم تُصبِ