ولا يجوز هذا عند أهل البصرة.
* * *
قوله تعالى (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى (29))
الشطأ: فراخ الزرع التي تخرج من جوانبه، ومنه شاطئ النهر، أي جانبه، وأشطأ الزرع فهو مشطئٌ.
وآزره: عاونه، واستغلظ: طلب الغِلْظ، والسوق: جمع ساق، وساق الشجرة حاملتها.
وقيل (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ): علامة نورٍ تُجعل في وجوههم يوم القيامة، وهو قول ابن عباس والحسن وعطية. وقال مجاهد: علامتهم في الدنيا من أثر الخشوع.
* * *
فصل:
ومما يسأل عنه أن يقال ما معنى قوله: (ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ)؟
وفيه جوابان:
أحدهما: أنّ هذه الصفات التي تقدمت مثلهم في التوراة، تم الكلام، ثم قال: ومثلهم في الإنجيل كزرع من صفته كيت وكيت.