قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا (11))
قد تقدم في سورة البقرة أنّ السماء قد تقع في معنى الجمع، وهي هاهنا كذلك؛ لقوله تعالى: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) فرد الضمير على الجمع.
جاء في التفسير: أنّه تعالى خلقها أولا دخانا، ثم نقلها إلى حال السماء من الكثافة والالتئام.
وقوله: (ثم استوَى) معناه: قصد، وروي عن الحسن أنّه قال: ثم استوى أمره ولطفه إلى السماء. حدثنا أبو الحسن الحوفي عن أبي بكر الأدفوني حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد النحاس قال: قرئ على إسحاق بن إبراهيم عن هناد بن السري حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي سعيد بن المرزبان عن عكرمة عن ابن عباس قال هناد وقرأته أنا على أبي بكر: أنّ اليهود أتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن خلق السماوات والأرض؟ - فقال: خلق الله تعالى الأرض يوم الأحد ويوم الإثنين وخلق الجبال وما فيهن يوم الثلاثاء وخلق الشجر والماء والمدائن والعمارات يوم الأربعاء فهذه أربعة أيام، فقال تعالى (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ)، ثم قال (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) ويقول: لمن سأل. وخلق يوم الخميس السماء وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة صلوات الله عليهم، إلى ثلاث ساعات بقيت منه، فخلق في أول ساعة من هذه الثلاث الآجال. وفي الثانية ألقى الآفة على كل شيء مما ينفع الناس، وفي الثالثة خلق آدم عليه السلام، وأسكنه الجنة وأمر الملائكة بالسجود له. وأخرجه منها في آخر ساعة.
قالت اليهود: ثم ماذا يا محمد؟ قال: ثم استوى على العرش، قالوا: قد أصبت لو تَمَّمت ثم