فصل:
ومما يسأل عنه هاهنا أن يقال: لم جاء (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا)، وربَّ للتقليل؟
وعن هذا جوابان:
أحدهما: لأنّه أبلغ في التهديد، كما تقول: ربما ندمت على هذا، وأنت تعلم أنّه يندم ندماً طويلاً، أي يكفيك قليل الندم فكيف كثيره.
والثاني: أنّه يشغلهم العذاب عن تمني ذلك إلا في أوقات قليلة.
وقرأ ابن نافع وعاصم (رُبَمَا) بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد على الأصل.
وساغ التخفيف هاهنا وإن لم يكن من الضرورات؛ لأنَّها لما وصلت بـ (ما) كثرت وثقلت فخففت.
* * *
قال ابن عباس: لَعَمْرُكَ، أي: وحياتك.
قال لي بعض شيوخنا: أقسم الله تعالى بحياة نبيه إجلالاً له ومحبة.
والسكرة هاهنا: الجهل.
والعمهُ: التحير. قال رؤبة:
ومَهْمَهٍ أَطْرافُه فِي مَهْمَهِ ... أَعْمَى الهُدَى بالجاهِلينَ العُمهِ