المضرب قد لا يكون مقتلاً، وقد يطلق الشعراء ذلك، ويرون أن هذا أبدع من قول المتنبي، وأنه بضده (?) : القاتل السيفُ في جسم القتيلِ به * وللسيوف كما للناس آجال (?) وهذه طريقة لهم يتمدحون بها في قصف الرمح طعناً، وتقطيع السيف ضربا.
وفي قوله: " وإذا أصيب فما له من مقتل " تعسف، لانه يريد بذلك أنه لا ينكسر، فالتعبير بما عبر به عن المعنى الذي ذكرناه يتضمن التكلف وضرباً من المحال، وليس بالنادر، والذى عليه الجملة ما حكيناه من غيره.
ونحوه قال بعض أهل الزمان: يقصف في الفارس السمهريّ * وصدر الحسام فريقاً فريقا (?)
والبيت الثاني أيضاً هو معنى (?) مكرر على السنة الشعراء.
وأما تصنيعه بسود (?) النمال وحمرها، فليس بشئ، ولعله أراد بالحمر الذر، والتفصيل بارد! والإعراب به منكر! وهو - كما حكى عن بعضهم أنه قال: كان كذا حين كانت الثريا بحذاء رأسي على سواء، أو منحرفاً قدر شبر، أو نصف شبر، أو إصبعا، أو ما يقارب ذلك! فقيل له: هذا من الورع الذي يبغضه الله، ويمقته الناس! ! ورب زيادة كانت نقصاناً.
وصفة النمل بالسواد والحمرة في هذا من ذلك الجنس، وعليه خرج بقية البيت في قوله: * دبت بأيد في قراه وأرجل * وكان يكفي ذكر الأرجل عن ذكر الايدى.