وإذا هو يريد هذا بعينه: أن يعمل الابيات فلا يصيب فيها بيت نادر (?) ، كما أن الرامي إذا رمى برشقه فلم يصب بشئ (?) ، قيل: قد أخلى.

قال (?) : وكان " علي بن الجهم " أحسن الناس علما بالشعر (?) .

وقوم من أهل اللغة يميلون إلى الرصين من الكلام، الذي يجمع الغريب والمعاني، مثل أبي عمرو بن العلاء، وخلف الأحمر، والأصمعي.

/ ومنهم من يختار الوحشي من الشعر، كما اختار المفضل (?) للمنصور من " المفضليات " وقيل: إنه اختار ذلك لميله إلى ذلك الفن.

وذكر الحسن بن عبد الله: أنه أخبره بعض الكتاب عن علي بن العباس، قال: حضرت مع البحتري مجلس عبيد الله بن عبد الله بن طاهر (?) ، وقد سأل البحتري عن أبي نواس ومسلم بن الوليد: أيهما أشعر؟ فقال البحتري: أبو نواس أشعر.

فقال عبيد الله: إن أبا العباس ثعلباً لا يطابقك على قولك، ويفضل مسلماً.

فقال البحتري: ليس هذا من عمل ثعلب وذويه من المتعاطين لعلم الشعر دون عمله، إنما يعلم ذلك من دفع في مسلك (?) الشعر إلى مضايقه، وانتهى إلى ضرواته (?) .

فقال له عبيد الله (?) : وريت بك زنادي يا أبا عبادة، وقد وافق حكمك حكم أخيك بشار بن برد في جرير والفرزدق، [فإن دعبلا حدثنى عن أبى نواس، أنه حضر بشارا، وقد سئل عن جرير والفرزدق، و] (?) أيهما أشعر؟ فقال: جرير أشعرهما.

فقيل له: / بماذا؟ فقال: لأن جريراً يشتد، إذا شاء، وليس كذلك الفرزدق، لانه يشتد أبدا.

فقيل له: فإن يونس وأبا عبيدة يفضلان الفرزدق على جرير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015