وتكون مضغة غير مخلَّقَة مع قدرتها على التخلق والتشكل فإنها لا تتخلق ولا
تتشكل. تبقى في الجسم تمثل مخزون الاحتياط فإذا تآكلت خلية جسدية تقوم الخلايا
(غير المخلَّقَة) بتعويض الجسد ما تآكل منه.
وكذلك لحام الكسور من العظام، ونسيج الجروح، وكان القدامى من العلماء
يفسرون المخلَّقَة بالتي تتشكل جنينا.
وغير المخلَّقَة السقط - الذي لا يتم خلقه. ولكن هذا التفسير لا يتفق مع الآية
الكريمة التي مطلعها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ)
فالآية خطاب لكلِّ الناس.
معلوم أن السقط لا يخاطب.
ففهمنا أن المخلَّقَة في كل إنسان، وغير المخلَّقَة - أيضا في كلّ إنسان،
والعجيب أن علماء الأجنة في الطبّ الحديث تكلموا عن الخلايا المخلَّقَة والخلايا غير المخلَّقَة. وأطلقوا
على الخلايا غير المخلَّقَة (الميزانيكمية).
وللقارئ الكريم بعض ما قاله الدكتور محمد علي البار في كتابه المرجع الهام
(خلق الإنسان بين الطب والقرآن صـ 208 - ).
يبدوا من سياق الآية: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ) الآية
يبدوا أن المخلَّقَة وغير المخلَّقَة
هي من صفة المضغة. وقد ذكر ذكر كثير من أهل التفسير وقال بعضهم، أن
المخلَّقَة هى المصورة، وغير المخلَّقَة هي غير مصورة .. الآية، وروي ذلك عن
الحسن البصري وعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال مخلَّقَة أي تامة الخلق وغير
مخلَّقَة غير تامة الخلق، وروي عنه كذلك مصورة وغير مصورة .. قال بعضهم مخلَّقَة
أي تامة الخلقة لا عيب فيها ولا نقص وغير مخلَّقَة بها عيب ونقص.
وهذا كله لا يمنع في رأينا أن الكرة الجرثومية (البلاستولا) خلايا يخلق الله
منها الجنين وخلايا كثيرة خارجية لا يخلق منها الجنين وإنما وظيفتها العلوق بجدار