فِي أَحْوَال الفلاسفة
مَذْهَبهم أَن الْعَالم قديم وعلته مُؤثرَة بِالْإِيجَابِ وَلَيْسَت فَاعله بِالِاخْتِيَارِ وَأَكْثَرهم يُنكرُونَ علم الله تَعَالَى وَيُنْكِرُونَ حشر الأجساد وَكَانَ أعظمهم قدرا ارستطاليس وَله كتب كَثِيرَة وَلم ينْقل تِلْكَ الْكتب أحد أحسن مِمَّا نَقله الشَّيْخ الرئيس أَبُو عَليّ بن سينا الَّذِي كَانَ فِي زمن مَحْمُود بن سبكتكين وَجَمِيع الفلاسفة يَعْتَقِدُونَ فِي تِلْكَ الْكتب اعتقادات عَظِيمَة وَكُنَّا نَحن فِي ابْتِدَاء اشتغالنا بتحصيل علم الْكَلَام تشوقنا الى معرفَة كتبهمْ لنرد عَلَيْهِم فصرفنا شطرا صَالحا من الْعُمر فِي ذَلِك حَتَّى وفقنا الله تَعَالَى فِي تصنيف كتب تَتَضَمَّن الرَّد عَلَيْهِم ككتاب نِهَايَة الْعُقُول وَكتاب المباحث المشرقية وَكتاب الملخص وَكتاب شرح الإشارات وَكتاب جوابات الْمسَائِل البخارية وَكتاب الْبَيَان والبرهان فِي الرَّد على أهل الزيغ والطغيان