الْبَاب الْخَامِس
وهم أَتبَاع ابي عبد الله مُحَمَّد بن كرام وَكَانَ من زهاد سجستان واغتر جمَاعَة بزهده ثمَّ اخْرُج هُوَ وَأَصْحَابه من سجستان فَسَارُوا حَتَّى انْتَهوا الى غرجة فدعوا أَهلهَا الى اعْتِقَادهم فقبلوا قَوْلهم وبقى ذَلِك الْمَذْهَب فِي تِلْكَ النَّاحِيَة وَهُوَ فرق كَثِيرَة على هَذَا التَّفْصِيل
الطرايقة الأسحاقية الحماقية العابدية اليونانية السورمية الهيصمية وأقربهم الهيصمية وَفِي الْجُمْلَة فهم كلهم يَعْتَقِدُونَ أَن الله تَعَالَى جسم وجوهر وَمحل للحوادث ويثبتون لَهُ جِهَة ومكانا إِلَّا أَن العابدية يَزْعمُونَ أَن الْبعد بَينه وَبَين الْعَرْش متناه والهيصمية يَقُولُونَ إِن ذَلِك الْبعد غير متناه وَلَهُم فِي الْفُرُوع أَقْوَال عَجِيبَة ومدار امرهم على المخرقة والتزوير وَإِظْهَار التزهد وَلأبي عبد الله بن كرام تصانيف كَثِيرَة إِلَّا أَن كَلَامه فِي غَايَة الركة والسقوط