وله منظومة أخرى في فضل أهل الحديث وعقائده.
وقل يخرج الله العظيم بفضله ... من النار أجساداً من الفحم تطرح
على النهر في الفردوس تحيا بمائة ... كحبة حمل السبل إذ جاء يطفح
وأن رسول الله للخلق شافع ... وقل في عذاب القبر حق موضح
ولا تكفرن أهل الصلاة وإن عصوا ... فكلهم يعصى وذو العرش يصفح
ولا تعتقد رأي الخوارج إنه ... مقال لمن يهواه يردى ويفضح
ولا تك مرجياً لعوباً بدينه ... ألا إنما المرجي بالدين يمزح
وقل إنما الإيمان قول ونية ... وفعل على قول النبي مصرح
وينقص طوراً بالمعاصي وتارة ... بطاعته ينمي وفي الوزن يرجح
ودع عنك آراء الرجال وقولهم ... فقول رسول الله أزكى وأشرح
ولا تك من قوم تلهوا بدينهم ... فتطعن في أهل الحديث وتقدح
إذا ما اعتقدت الدهر يا صاح هذه ... فأنت على خير تبيت وتصبح
قال الإمام الكبير، والحافظ الشهير، شمس الدين الذهبي في كتابه العلو:
هذه القصيدة متواترة عن ناظمها، رواها الآجري وصنف لها شرحاً، وأبو عبد الله بن بطة في الإبانة، قال ابن أبي داود. هذا قول أبي وقول شيوخنا، وقول العلماء ممن لم نرهم كما بلغنا عنهم، فمن قال غير ذلك فقد كذب، كان أبو بكر من الحفاظ المبرزين، ما هو بدون أبيه، صنف التصانيف وانتهت إليه رئاسة الحنابلة ببغداد، توفي سنة 316 ست عشرة وثلثمائة آهـ.