الاسم غير الذات وأنه مخلوق فهذا معنى باطل لأن أسماء الله تعالى من كلامه وكلامه غير مخلوق فأسماء الله غير مخلوقة. وإن أراد القائل أن أسماء الله غير ذات الله فهذا كلام صحيح عقلاً ولغة، لأن لفظ زيد مثلا غير زيد الآكل الشارب.

وأما الصورة الثانية: أن الاسم عين المسمى فأيضاً تحتمل حقاً وباطلاً، فمن قال إن الاسم عين المسمى وأراد بالاسم الذات وأراد أن ألفاظ أسماء الله مخلوقة فهذا معنى باطل كما سبق.

وإن أراد أن الاسم عين المسمى بمعنى الاسم لا ينفك عن المسمى ولم يقل بخلق أسماء الله فهو كلام حق.

وأما الصورة الثالثة: وهي إن الاسم للمسمى فهو كلام واضح لا تلبيس فيه ولا تدليس وليس من الكلمات المحدثة بل الكتاب والسنة يدلان عليه فقد قال الله تبارك وتعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} فالحاصل أن قول القائل إن الاسم عين المسمى أو غير المسمى.

إن صدر عن إمام من أئمة السنة فيحمل على المعنى الحق، وإن جرى على لسان إمام من أئمة أهل الكلام فيحمل على المعنى الباطل.

ولذلك ننبه طلبة العلم إلى معرفة مصطلحات أهل الكلام لغموضها وتلبيسها ولما في طياتها من التعطيل والشطط1 والله المستعان.

الخلاصة:

الراجح عند أهل السنة أن يقال: إن الاسم للمسمى لورود الأدلة بذلك ولا يقال الاسم هو المسمى أو غير المسمى إلا ببيان المعنى الحق إذ إنها تحتمل حقاً وباطلاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015