(3) وأورد القاضي عياض عن أشهب بن عبد العزيز قال: "كنا عند مالك إذ وقف عليه رجل من العلويين وكانوا يقبلون على مجلسه فناداه: يا أبا عبد الله فأشرف له مالك، ولم يكن إذا ناداه أحد يجيبه أكثر من أن يشرف برأسه، فقال له الطالبي: إني أريد أن أجعلك حجة فيما بيني وبين الله، إذا قدمت عليه فسألني، قلت له: مالك قال لي.

- فقال له: قل.

- فقال: من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

- قال: أبو بكر، قال العلوي: ثم مَن؟ قال مالك: ثم عمر. قال العلوي: ثم مَن؟ قال: الخليفة المقتول ظلماً، عثمان قال العلوي: والله لا أجالسك أبداً.

- قال له مالك: فالخيار إليك"1.

هـ- نهيه عن الكلام والخصومات في الدين:

(1) أخرج ابن عبد البر عن مصعب بن عبد الله الزبيري2 قال: "كان مالك بن أنس يقول: الكلام في الدين أكرهه ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه وينهون عنه، نحو الكلام في رأي جهم والقدر وكل ما أشبه ذلك، ولا يحب الكلام إلا فيما تحته عمل، فأما الكلام في دين الله وفي الله عز وجل فالسكوت أحَبُّ إليَّ لأني رأيت أهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين إلا فيما تحته عمل"3.

(2) وأخرج أبو نعيم عن عبد الله بن نافع قال: "سمعت مالكاً يقول: لو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015