"ويعتقدون جواز الرؤية من العباد المتقين لله عز وجل في القيامة دون الدنيا، ووجوبها لمن جعل الله ذلك ثواباً له في الآخرة كما قال: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23] ، وقال في الكفار: {كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] ، فلو كان المؤمنون كلهم والكافرون كلهم لا يرونه كانوا جميعهم عنه محجوبين وذلك من غير اعتقاد التجسيم في الله عز وجل ولا التحديد له، ولكن يرونه جل وعز بأعينهم على ما يشاء هو بلا كيف".
وكذا الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث ص65-66 حيث قال: "ويشهد أهل السنة أن المؤمنين يرون ربهم- تبارك وتعالى- يوم القيامة بأبصارهم وينظرون إليه على ما ورد به الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "إنكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر" 1 والتشبيه في هذا الخبر وقع للرؤية بالرؤية لا المرئي والأخبار الواردة في الرؤية مخرجة في كتاب الانتصار بطرقها".
تنبيه: إن الأشعرية والماتريدية يتظاهرون بإثبات رؤية الله ولكنهم اشترطوا شروطاً جعلوها من المستحيلات ولذلك قال أذكياؤهم لا خلاف بيننا وبين المعتزلة في الرؤية بل كلنا على الرؤية العلمية لا البصرية ولذلك قالوا بجواز رؤية أعمى في الصين بقة في الأندلس ولا شك أن رؤية أعمى في الصين بقة في الأندلس من الرؤية العلمية وليست من الرؤية البصرية في شيء2.