أبا بكر وعمر رضي الله عنهما1.

فالخوارج متفقون على تكفير عثمان وعلي والحكمين- أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص- رضوان الله عليهم أجمعين كما ذكره الأشعري في مقالاته2.

ثم إنهم اختلوا في كفرهم هل هو كفر شرك أو كفر النعمة فقال قوم: هو كفر شرك، وهم الأزارقة. وقال الآخرون: هو كفر نعمة وليس بكفر شرك، وهم الأباضية3.

ولكن الخوارج لم يقفوا عند هذا الحد من تكفير عليّ بل جعلوا لعنه -رضي الله عنه- من شعارهم وعاداتهم، حتى إن قوماً منهم جاوزت سخافة عقولهم الحد فزعموا أن الله تعالى أنزل في حق علي رضي الله عنه {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} 4.

وهؤلاء صوبوا فعل عبد الرحمن بن ملجم- قاتل علي- وزعموا أن الله تعالى أنزل في حق ابن ملجم- قبحه الله- قوله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} 5.

وفي ذلك يقول عمران بن حطان أحد شيوخ الخوارج وزهادهم في ضربة ابن ملجم لعلي رضي الله عنه

يا ضربة من تقى ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضواناً

إني لأذكره يوما فأحبه ... أوفى البرية عند الله ميزاناً 6

طور بواسطة نورين ميديا © 2015