ولهما عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد بهنّ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلاَّ لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذْ أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذَف في النار".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
على ذلك- كما ذكرنا-: الموافقة للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتنفيذ أوامره وترك نواهيه واجتناب البدع والمحدثات التي نهى عنها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولو كان عليها أقرب النّاس إليه أو أحب النّاس إليه، يتركها طاعةً لله وطاعةً لرسوله، ومحبةً لله ومحبةً لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فدل هذا الحديث: على وجوب محبة الرسول بعد محبة الله عزّ وجلّ، وأن محبة الله ومحبة رسوله تقتضيان المتابعة للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعدم المخالفة، وأنه لو أمرك أيُّ أحدٍ من الناس بأمر يخالف أمر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجب عليك معصيته ورفض ما يأمرك به، والأخذ بأمر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكما تجب محبة الله عزّ وجلّ تجب محبة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} .
قوله: "أخرجاه" يعني: أخرجه البخاري ومسلم.
"ولهما" أي: البخاري ومسلم.
"عنه" أي: عن أنس رضي الله عنه.
"قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثلاث" " أي: ثلاث خصال.
"مَنْ كُنّ فيه" اجتمعن فيه، ووُجدن فيه.
"وجد بهنَّ حلاوة الإيمان" هذا من ثمرات محبة الله ورسوله.
و"حلاوة الإيمان" أي: لذّته، لأن الإيمان الصادق له لذّة في النفوس، وله طُمأنينة في القلوب، هذا هو الإيمان الصادق: تجد المؤمن يتلذّذ بالإيمان، ويَطْعَم الإيمان أكثر ممّا يَطْعَم أيَّ أنواع الملذّات.
الخصلة الأولى: "أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما" أي: أحب إليه من نفسه، وأحبّ إليه من كل شيء، ومن الوالدين والأولاد والأقارب والأصدقاء وسائر النّاس. وهذا يقتضي تقديم قولهما على قول كل أحد.
الخصلة الثانية: "وأن يحب المرء لا يحبه إلاَّ لله" أي: يحب الإنسانَ من بني