استعان بها الإنسان في محاولته الوصول إلى الكمال"1.

ونحن -المسلمين- ننظر إلى هذا التعريف بعين الناقد البصير الخبير بما يقبل وبما يدع، ذلك لأن ديننا الحنيف ليس مجرد عنصر من العناصر التي يستعين بها الإنسان للوصول إلى الكمال، وإنما هو المفتاح الأول للوصول، إلى كل خير وإلى كل كمال وإلى كل سلام.

وقد ذكر الدكتور أحمد شلبي في موسوعته "النظم والحضارة الإسلامية" تعريفا للثقافة قال فيه: "إنها الرقي في الأفكار النظرية، وذلك يشمل الرقي في القانون والسياسة والإحاطة بقضايا التاريخ المهمة، والرقي كذلك في الأخلاق أو السلوك، وأمثال ذلك من الاتجاهات النظرية".

فهو يفرق في تعريفه بين العلوم الإنسانية التي تحدد الطابع المميز لكل أمة، وبين العلوم التجريبية التطبيقية فلا يعتبرها داخلة ضمن نطاق الثقافة.

وذلك لأن الثقافة تتناول العقيدة والنشاط الإنساني في شتى مجالات الآداب والعلوم والفنون والعادات، والأدب الشعبي وأدب الخاصة، والنظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية كنظم الحكم والإدارة، ونظم الأسرة، ولا يخرج عن هذه الدائرة تخطيط المدن وتطوير القرى ووسائل النقل وأساليب المأكل والمشرب والزينة والزي ووسائل الترفيه النفسي والاجتماعي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015