النبيلة الجامعة التي يجب أن يسعوا إلى تحقيقها، بعد أن عرضت عليهم في عالم التجربة "أفكار" و"مذاهب" و"عقائد" "شرقية" و"غربية" وقد أثبت الواقع زيف وبطلان تلك المذاهب، والعقائد، ولم يبق إلا الإسلام.. والإسلام وحده، هو الذي ينقذ الأمة الإسلامية من الغزو الفكري المريع ومن الصراع العنيف.. وهو الذي يضمن لها السلامة والاطمئنان والأمن.
"إن جدية المعركة وخطورتها لتتطلب من كل مسلم أن يتدبر أبعاد الوضع الدولي القائم وأن يعرف حقيقة الدوافع التي تحرك أحداثه وانعكاسات هذا التحرك على عالمه الإسلامي وما ينشأ عنها من قضايا ومشكلات.
وتلك الجدية نفسها تتطلب من كل مسلم ألا يقف مكتوف اليدين إزاء ما يرى من تآمر علني تتشارك فيه القوى العالمية الشريرة، ويثق بأن ليس في الدنيا، بعد الله تعالى، سوى إخوته المسلمين في شتى بقاع الأرض، فهم وحدهم الذين يتألمون لألمه ويفرحون لفرحه، وهم -وحدهم من بني البشر جميعا- المستعدون للتضحية من غير أن ينتظروا الجزاء بعيدا عن حسابات المصالح وفواتير الأرباح"1.
وغير خاف على أحد من أن السبيل الوحيد لتقدم الأمة الإسلامية والدعامة الأولى في بناء نهضتها والسبب الأكيد لعزها هو تمسكها في دينها وتبنيها لفكرة التضامن الإسلامي على أسس من عقيدتها ومنهاجها الإسلامي.