وحدها.. وفي سنة 1918م أصدر لينين أمرًا بالزحف على البلاد الإسلامية في روسيا وسارت الجيوش بالدبابات والطائرات والمدافع تدمر وتحصد ما في طريقها وفي نهاية العام تم لها الاستيلاء على جمهورية "إيديل أورال" وشمال القوقاز وحكومة خوقند.. وغيرها من البلدان الإسلامية..
"ونشرت جريدة أزفستيا في عددها الصادر 15 يوليه سنة 1922م -تقريرًا للرفيق لينين عن مجاعة القرم- نتيجة نقل الروس ما في الجزيرة من أقوات ليضطروهم للتسليم:
بلغ عدد الذين أصابتهم محنة الجوع في شهر يناير "302.000" مات منهم "14.413" ارتفع عددهم في شهر مارس إلى 379.000، مات منهم 19.902 بلغ في أبريل 377.000، مات منهم 12.754، وفي يونيو 392.073"1.
وعدد الذين يقتلون وينفون من بلادهم وتصادر ممتلكاتهم ويعذبون ويرمون في السجون المظلمة لتنهشهم الكلاب وتخمشهم القطط بسبب اختلاف الدين، في كل زمان -ويزداد التنكيل ويشتد العذاب قسوة بسبب الإسلام أكثر من أن يحصى، وهذه قضية تحتاج إلى إفراد سجلات خاصة بها ونكتفي بهذه الإشارة السريعة لنعود إلى موضوعنا الأصلي وهو أخلاق المسلمين في الحرب..
يقول الله تبارك وتعالى: {وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} 2, ويدخل في النهي عن الاعتداء النهي عن المثلة والغلول وقتل النساء والصبيان والشيوخ الذين لا رأي ولا قتال فيهم والرهبان وأصحاب الصوامع، وتحريق الأشجار وقتل الحيوان لغير مصلحة3.
وفي صحيح مسلم عن بريدة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدًا".