والقوميات الضيقة"1.
وكثيرًا ما يعمد المستشرقون إلى إخضاع النصوص لأهوائهم روغباتهم فيقبلون منها ما توافق أهواءهم ويرفضون غيرها، وكذلك يتحكمون في المصادر التي يختارونها، فقد يدللون على شبهاتهم بأقوال المعتزلة -المرفوضة في الإسلام أصلًا- ويتركون المصادر التي يشهد لها الثقاة المخلصون بالصحة والقبول.
ويقوم المستشرقون بعملية إحياء التراث الباطني المجوسي، مستهدفين إثارة الشكوك حول الفكر الإسلامي الأصيل، ويبدو هذا واضحًا في تركيزهم على إحياء كل المخطوطات التي تحمل هذه السموم وبخاصة ما يتصل بالإلحاد والإباحية.
ومما يجب أن يتنبه له طلاب العلم والبحث المنهجي هو الحذر كل الحذر من كتب المستشرقين وذلك بأن توضع هذه الكتب تحت التمحيص والتنقيب والنقد وعدم اعتبارها مراجع معتمدة تغني عن الكتب العربية الأصيلة، أو على الأقل عدم اعتبارها مراجع مسلمًا بكل ما دون فيها من آراء وأقوال.
شبهات المستشرقين:
مما لا ريب فيه أن الإسلام يواجه عداء مريرًا من المستشرقين، ولعل مرجعه عدم فهمهم اللغة العربية وقصورهم عن إدراك ما في القرآن الكريم من تعبيرات بيانية ومجازية، فضلًا عن أهدافهم الدنيئة وأغراضهم اللئيمة التي تظهر في كل تأليف من تآليفهم.
وقد حاول الكاتب الإنجليزي "كارليل" أن يترجم القرآن الكريم، ولكنه صدم ببلاغة القرآن وإعجازه حتى إنه لم يستطع أن يفسر كثيرًا من آياته أو أن يدرك كل مدلولات الألفاظ فقال: "إن القرآن الكريم كلام ركيك ثقيل على النفس ولولا ما يحتمه الواجب العلمي على الدارس الأوربي ما استطاع صبرًا على قراءته"2.