سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، وهاجر في طلب العلم إلى دمشق، فأخذ عن الشيخ حسن الشطّي (?)، وكان صاحب الترجمة عالمًا فاضلًا شاعرًا ناثرًا فقيهًا عابدًا سريع الفهم له محاسن جمة ومدائح نبوية، وله اليد الطولى في فن التاريخ ولا سيما في أخبار العرب والملوك الإسلامية، وقد كُفّ بصره في أواخر عمره وبقي في قريته كفر قدوم مقيمًا على النفع والطاعة مع حسن المحاضرة ولطف السامرة، لا يمل جليسه منه، إلى أن توفي بها.
وكانت وفاته سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف رحمه الله تعالى.
يوسف البرقاوي مولدًا وشهرة المصري موطنًا ووفاة، شيخ رواق الحنابلة في الجامع الأزهر بمصر، الشيخ العلامة الفقيه العالم العامل ولد في بلدة برقا من أعمال نابلس بعد سنة خمسين ومائتين وألف، ورحل في طلب العلم إلى دمشق، فلازم الشيخ حسن الشطي (?) إمام الحنابلة في عصره، وحضر عليه في الأصولين والفقه والفرائض والنحو، وانتفع في مبادئه بالشيخ عبد الله صوفان القدومي (?) وبرع وتفوق، ثم عاد إلى بلده فدرس وأفاد، ثم رحل إلى مصر وجاور في الأزهر الشريف مدة، إلى أن صار شيخ رواق الحنابلة هناك، فرحل إليه الطلبة من الآفاق وانتفعوا به في الفقه وغيره، وكان من أجلّ أهل زمانه علما وفهمًا مع التواضع ولين الجانب وشهرته العلمية تغني عن الإطناب في أوصافه (?).
وكانت وفاته في حددود سنة عشرين وثلاثمائة وألف رحمه الله.