وإما أدلة فيها فضيلة لعلي رضي الله عنه وليس فيها دلالة على الخلافة وذلك مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كنت مولاه فعلي مولاه" 1
فليس معناها إلا أنه من كنت محبوبه وواجب عليه نصرتي فعلي محبوبه وواجب عليه نصرته. وهو من جنس قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة71] لأن الولي في اللغة هو الناصر والمحب.
ومثلها حديث: "ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي".2
فهذا فيه بيان أن يكون علي بمنزلة هارون لما استخلفه موسى على أهله وبني إسرائيل فعلي كذلك لأن هذا القول قاله النبي صلى الله عليه وسلم لما استخلف عليا على المدينة في غزوة تبوك ولم يكن في المدينة إلا النساء والصبيان فخرج علي يبكي قال تخلفني على النساء والصبيان فطيب خاطره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فهذه فضيلة له وليس فيها دلالة على الإمامة المزعومة.
أما الرد عليهم في تكفير منكر الإمامة فمن عدة أوجه:
1 – أن الله كفر منكر نبوة أحد من الأنبياء ولم يرد دليل على كفر من أنكر الإمامة.
2 - أن تكفير منكر الإمامة اعتداء وبغي،إذ ليس في القرآن ولا في السنة النص على إمامة علي رضي الله عنه فضلا عن أحد من أهل بيته وأبنائه فمن أنكرها فهو منكر لشيء لم يرد في الشرع له دليل صريح.