عز وجل عن كل نقص وعيب، وقوله عز وجل: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة255] فهذا في كمال العلو له سبحانه، {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة282] وهذا في كمال العلم، {إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} [الملك19] وهذا في كمال البصر {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة284] ويكفي في الدلالة على ذلك قوله عز وجل: {لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [النحل60] .
كما ينفى عن الله عز وجل كل ما نفاه عن نفسه سبحانه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم مثل قوله عز وجل: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ} [فاطر44] ، {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} [البقرة255] ، {مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَداً} [الجن3] ، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص4] ونحو ذلك. وكل صفة منفية عن الله عز وجل فهي دليل من وجه آخر على الكمال فنفي العجز دليل على كمال القدرة ونفي السنة والنوم دليل على كمال الحياة والقيومية ونفي الصاحبة والولد دليل على كمال الغنى وكمال الوحدانية ونفي المكافئ والمماثل دليل على وحدانيته في الصفات سبحانه.
ومن الصفات الثابتة في القرآن ما يكون كمالاً في حال دون حال فلا تنسب لله بإطلاق ولا تنفى بإطلاق وإنما تثبت في الحال الذي تكون كمالاً كما في الكيد والمكر والخداع والاستهزاء، فهذه الصفات لم يثبتها الله عز وجل لنفسه إلا في مقابل فعل أعدائه فيكون معاملتهم بجنس فعلهم من الكمال في الانتقام منهم وعقوبتهم وذلك في مثل قوله عز وجل: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران54] ، {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء142] ، {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً، وَأَكِيدُ كَيْداً} [الطارق15, 16] .
2_ ما لم يرد إثباته ولا نفيه في الكتاب والسنة فلا يجوز إطلاق القول به لأنه من باب القول على الله بلا علم وقد حرم ذلك كما في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا