به يوما ولا ليلة، لكثرة نوادره وجيد شعره

وحسن: الانتزاع له1، ولا يخفى بعد هذا أن داعي الحسد بينه وبين أقرانه وارد.

ويحسب لابن دأب إثراؤه المجالس العلمية في المدينة برواياته من الشعر واللغة، ونقدر تقديرًا استفادة معاصريه من علماء العربية من تلك الروايات وما يدور فيها من نقد أو توجيه أو اقتناص شاهد.

13- مالك بن أنس (179 هـ)

إمام أهل المدينة في الفقه، وأحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المشهورة.

لم يقتصر علمه على الفقه الذي ذاع صيته فيه وعرف به، بل امتدّ إلى علم العربية لغة ونحواً؛ فترجم له أبو المحاسن التنوخيّ المعري في كتابه "تاريخ العلماء النحويين من البصريين والكوفيين وغيرهم" واقتصر على ذكر سنة وفاته2.

وذكره القفطيّ في "إنباه الرواة" في ترجمة ابن هرمز، وقال: "يروى أن مالك بن أنس إمام دار الهجرة - رضي الله عنه - اختلف إلى عبد الرحمن بن هرمز عدة سنين في علم لم يبثه في الناس، فمنهم من قال: تردّد إليه لطلب النحو واللغة قبل إظهارهما، وقيل كان ذلك من علم أصول الدين وما يُرَد به مقالة أهل الزيغ والضلالة"3.

والراجح عندي أنه تردد عليه لطلب اللُّغة والنحو كما قيل، لأسباب منها:

أولا: أن شهرة ابن هرمز كانت في العربية.

ثانياً: أنّ حذق العربية لغة ونحواً يحتاج إلى سنوات، كما ورد في الخبر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015