ونقله الزبيديّ وزاد بعد عبارة "لم يكن شيئا": "فذهب"1.
أما القفطي فيخالف أبا الطيب في حكمه على هذا الكتاب الذي يعد من أوائل الكتب المصنفة في النحو، إذ يصفه بالشمول في قوله: "وكان وضع كتابا في النحو لم يخلّ شيئاً"2.
والفرق شاسع بين عبارتي "لم يكن شيئاً" في نص أبي الطيب والزبيديّ، و"لم يخلّ شيئاً" في نص القفطيّ، ويبدو أن مصدر النصين واحد، وغير بعيد أن يكون أحدهما محرفاً.
وقد امتدّ أثر هذا الكتاب المتقدم إلى علم من أعلام النحو في البصرة، وهو الأخفش (215 هـ) يقوك تلميذه أبو حاتم السجستانيّ (255 هـ) في كتابه في القراءات حيث ذكر القراء والعلماء: "وأظن الأخفش سعيد بن مسعدة وضع كتابه في النحو من كتاب الجمل، ولذلك قال: الزيت رطلان بدرهم. والزيت لا يذكر عندنا؛ لأنه ليس بإدام لأهل البصرة"3.
وما قاله السجستانيّ يدل على أن الكتاب كان ذا مكانة رفيعة، وأنه أثار انتباه العلماء وأن أثره امتدّ إلى خارج المدينة؛ لما كان يحويه من أصول النحو ومسائله، وإحسانه الظن به شهادة عالية القيمة من عالم مشهور لعالم مغمور، لعلمه بخاصة ولعلماء المدينة بعامة.
10- الأصبغ بن عبد العزيز الليثيّ (160 هـ تقريبًا)
وهو الإصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن إياس بن مالك، ترجم له الجزيري في طبقات القراء4، ونعته بأنه "نحويّ" وقال: "معدود في شيوخ نافع، لا أعرف على من قرأ، ذكر ذلك سبط الخياط"5.