اصول بلا اصول (صفحة 34)

أما البوصيري صاحب "البردة" فيقول:

"كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم اتفق بعد ذلك أن أصابني خِلْطُ فالِج (?) أبطل نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه البردة، فعملتها، واستشفعت بها إلى اللَّه في أن يعافيني، وكررت إنشادها، وبكيت ودعوت، وتوسلت ونمت، فرأيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقى عليَّ بردة، فانتبهت ووجدت فيَّ نهضة، فقمت، وخرجت من بيتي، ولم أكن أعلمت بذلك أحدًا، فلقيني بعض الفقراء، فقال لي: أتريد أن تعلمني القصيدة التي مدحتَ بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقلت: أيها؟ فقال: التي أنشأتها في مرضك، وذكر أولها، وقال: والله لقد سمعتها البارحة وهي تُنشد بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يتمايل (?) وأعجبته، وألقى على من أنشدها بردة (?)، فأعطيته إياها، وذكر الفقير ذلك، وشاع المنام" (?).

وكيف يقر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هذه القصيدة وفيها طامَّات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015