وروي مسلم في "صحيحه" بسنده إلى ابن جُرَيْج، قال:
أخبرني أبو الزُّبَيْر أنه سمع جابر بن عبد اللَّه -رَضي اللَّه عنهما- يقول: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول -قبل أن يموت بشهر-: "تسألوني عن الساعة؟ وإنما علمها عند اللَّه، وأقسم باللَّه ما على الأرض من نفس منفوسة اليومَ يأتي عليها مِئَةُ سَنَةٍ وهي حَيَّةٌ يومئذ".
وروي بسنده عن أبي سعيد -رضي اللَّه عنه-، قال: لما رَجَعَ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من تَبُوك سألوه عن الساعة، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا تَأتِي مِئَةٌ، وَعَلَى الأرْضِ نَفْسٌ مَنْفُوسَةٌ الْيَوْمَ".
ثم روي بسنده عن جابر بن عبد اللَّه، قال: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ تَبْلُغُ مِائَةَ سَنَةٍ"، فقال سالم: تذاكرنا ذلك عنده، إنما هي كل نفس مخلوقة يومئذ.
فهذا الحديث الصحيح الذي رواه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ابن عمر، وجابر، وأبو سعيد، فيه تصريح النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بأنه لا تبقى نفس منفوسة حية على وجه الأرض بعد مائة سنة، فقوله: "نفس منفوسة" ونحوها من الألفاظ في روايات الحديث نَكِرَةٌ في سياق النفي، فهي تَعُمُّ كل نفس مخلوقة على الأرض، ولا شك أن ذلك العموم بمقتضى اللفظ يشمل الخَضِرَ؛ لأنه نفس منفوسة على الأرض.
وروى البخاري في "صحيحه" بسنده أن عبد اللَّه بن عُمَرَ، قال: صلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صلاة العشاء في آخر حياته، فَلَمَّا سلَّمَ قام