كذلك جاءت السنة بتفصيل مكارم الأخلاق التي ينبغي للمسلم أن يتخلَّق بها، والتحذير من مساوئ الأخلاق التي لا يجوز للمسلم أن يتخلق بها، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في خُلق الحياء: ((الحياء لا يأتي إلا بخير))، ويقول: ((إن لكل دين خلقًا، وخلق الإسلام الحياء))، ويقول في النهي عن الغضب وقد قال له رجل أوصني قال: ((لا تغضب))، ويقول في الحث على التعاون: ((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))، ويقول في الحث على الرفق: ((إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه))، ويقول في الأخلاق الدنيئة التي لا يجوز للمسلم أن يتخلق به: ((لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو لمسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره، التقوى ها هنا -ويشير إلى صدره الشريف ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)).
هذا ما جاء في القرآن والسنة عن الخاصية الأولى من خصائص الأخلاق في الإسلام وهي التعميم والتفصيل في الأخلاق.
ومن خصائص نظام الأخلاق في الإسلام: الشمول، ونعني به أن دائرة الأخلاق الإسلامية واسعة جدًّا، فهي تشمل جميع أفعال الإنسان الخاصة به أو المتعلقة بغيره سواء أكان الغير فردًا أو جماعة أو دولة، فلا يخرج شيء عن دائرة الأخلاق ولزوم مراعاة معاني الأخلاق مما لا نجد له نظيرًا في أية شريعة سماوية سابقة ولا في أية شريعة وضعية.