بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس الخامس

(الأخلاق)

علاقة الأخلاق بالعقيدة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أما بعد:

إن الأخلاق الحميدة الكريمة الطيبة هي ثمرة العقيدة الصحيحة والعبادة الصالحة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلُقًا)) فكلما ازداد إيمان المؤمن حسن خلقه.

وفي علاقة الأخلاق بالعقيدة يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: لفظ الإيمان إذا أُطلق في القرآن والسنة يُراد به ما يُراد بلفظ البر وبلفظ التقوى وبلفظ الدين، وقد بيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ((الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)) فكان كل ما يحب الله تعالى يدخل في اسم الإيمان، وإذا كان الإيمان أصله الإيمان الذي في القلب وأنه لا بد فيه من شيئين: الأول تصديق بالقلب وإقراره ومعرفته، وهذا هو التوحيد، والآخر عمل القلب وهو التوكل على الله وحده، ونحوه مثل حب الله ورسوله وحب ما يحبه الله ورسوله، وبغض ما يبغضه الله ورسوله وإخلاص العمل لله وحده- كانت أعمال القلب من الحب والإخلاص والخشية والتوكل ونحوها داخلة في الإيمان بهذا المعنى، وكانت هذه الأخلاق الفاضلة ونحوها داخلة في الإيمان. وأما البدن فلا يمكن أن يتخلف عن مراد القلب؛ لأنه إذا كان في القلب معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن بالضرورة، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إلا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب))، وقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "القلب ملك والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طاب جنوده".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015