كذلك الآداب التي ندبنا إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- الحمد لله آداب ظاهرة واضحة جلية سواء ما كان منها يتعلق بالأكل، والشرب أو النوم، واليقظة أو اللباس والزينة أو الجلوس، والمشي آداب الزيارة آداب الاستئذان آداب التحية عند اللقاء أدب الحديث كل ذلك، والحمد لله ظاهر جلي، واضح لعموم المسلمين.
ومن مظاهر الوضوح في الإسلام، وضوح شرائعه، وقوانينه أعني الأساسية القطعية منها سواء في المجال الفردي أو الأسري أم الاجتماعي؛ فكل مسلم يعلم بوضوح ما يحل، ويحرم من الأطعمة، والأشربة، والملابس، والمناكح، وغير ذلك بفضل الله عز وجل، ومن مظاهر الوضوح في الإسلام: وضوح مصادره فمصادر الإسلام كما سبقت الإشارة إليها القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، ومن مظاهر الوضوح في نظام الإسلام: وضوح الأهداف، والغايات فكل مسلم يعلم أن الله -تبارك وتعالى- بعث محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بالقرآن الكريم ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ومن ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، ومن ظلمات الضلالة إلى نور الهدى، ومن ظلمات الجهل إلى نور العلم.
ومن مظاهر الوضوح في الإسلام: وضوح الدعوة، ومعرفة أبعادها فغاية الدعوة واضحة، ويقول الله تبارك وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء: 25)، ويقول سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ ومَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات: 56 - 58).
فالدعوة إذًا واضحة المعالم محددة الأبعاد خالية من تعقيد المثلثين، وشبه الثنويين، وشطحات العقلانيين ألا تراها تدعو إلى إخلاص العبادة لإله واحد إليه