عائشة -رضي الله عنها-: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم دخل عليها، وعندها امرأة فقال: من هذه؟ قالت: فلانة تذكر من صلاتها قال: مه عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا، وكان أحب الدين إليه ما دام عليه صاحبه)).

وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: ((أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل المسجد فرأى حبلًا ممدودا بين ساريتين فقال: ما هذا الحبل؟ قالوا: لزينب تصلي فيه فإذا فترت تعلقت به فقال: حلوه حلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد))، وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: ((جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما أخبروا كأنهم تقالوها -أي: عدوها قليلة- فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ -كأنهم يلتمسون العذر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قلة عبادته، هكذا ظنوا فقالوا- قد غفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر -ونحن لسنا كذلك فنحن بحاجة إلى اجتهاد في العبادة- فقال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدًا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر، ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا. فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليهم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له لكني أصوم، وأفطر، وأصلي، وأرقد، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني)).

وهكذا كان -صلى الله عليه وسلم- رفيقًا بأصحابه، وأمرهم بالرفق، ونهاهم عن الشدة، والعنف، والتشدد، والتنطع، ويتأكد الرفق في حق العالم بالمتعلم، وفي حق العالم بالجاهل؛ فيجب على كل عالم أن يكون رفيقًا بكل متعلم، وأن يكون رفيقًا بكل جاهل؛ فلا يعنفه، ولا يوبخه، ولا يسبه، ولا يشتمه، ولا يضربه لقلة فهمه، ولا لسوء حفظه، ولا لخطأ صدر منه عفوًا عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: ((أن أعرابيًّا بال في ناحية المسجد فأسرع الناس إليه أي: لينهوه أو ليقعوا به فنهاهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015