ثالث ً ا: أنه نقل إلينا بالتواتر أي: أن القرآن الكريم نقله قوم لا يتوهم اجتماعهم وتواط ؤ هم على الكذب؛ لكثرة عددهم وتباين أمكنتهم عن قوم مثلهم، وهكذا إلى أن يتصل النقل برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيكون أول النقل ك آخره، وأوسطه كطرفيه كله متواتر، وعلى هذا فما نقل من القراءات من غير طريق التواتر لا ي ُ عتبر من القرآن مثل ما روي عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قرأ قول الله تعالى، وذلك في كفارة اليمين {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ} (البقرة: 196) قرأها ابن مسعود بزيادة كلمة متتابعات " فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام متتابعات ". فهذه القراءة محمولة على أنها تفسير لثلاثة أيام بكونها متتابعات على رأي ابن مسعود.
رابع ً ا: أنه محفوظ من الزيادة والنقصان؛ لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر: 9) فلا نقص فيه ولا زيادة، ولن يستطيع مخلوق أن يزيد عليه شي ئًا أو ينقص منه شي ئًا؛ لأن الله تعالى تولى بنفسه حفظه وما تولى الله حفظه لم تصل إليه يد العابثين المفسدين.
خامس ً ا: أن القرآن معجز، ومعنى كونه معجز ً اعجز البشر أجمعين عن ال إ تيان بمثله، وقد ثبت إعجازه بتحد ّ يه للعرب المخالفين بأن يأتوا بمثله، فعجزوا، ثم تحداهم بأن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا، ثم تحداهم بسورة واحدة من سوره فعجزوا، ثم تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا قال الله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (الإسراء: 88).
وقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (هود: 13) وقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ} (يونس: 38)، وقال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ