والذي يدقّق النظر في الآيات التي خاطبت يهود يرى أنها ركزت على دعوتهم إلى الإيمان بالرسول -صلى الله عليه وسلم- وما أنزل إليه من ربه، كما وصتهم بذلك رسلهم وكتبهم، والإقلاع عن إثارة الشبهات حول الدين والنبي الأمين والقرآن الكريم، والكفِّ عن وصف الله سبحانه بما لا يليق بجلاله، ودعوتهم إلى اتباع ملة أبيهم إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام؛ فقد كانوا جميعًا مسلمين: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِي إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (البقرة: 132، 133)، والنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- متبعٌ ملة إبراهيم -عليه السلام، فلو كانت يهود متبعين إبراهيم لاتبعوا محمدًا -صلى الله عليه وسلم، فكان رفضهم لاتباع محمد وتكذيبهم إيَّاه دليلًا على أنهم ليسوا على ملة أبيهم إبراهيم -عليه السلام.

ومن الآيات المباركات التي جادلت يهود ودعتهم إلى الإيمان برسول الله -صلى الله عليه وسلم- والإقلاع عن إثارة الشبهات حول الدين والنبي والقرآن، وترك القول على الله بغير علم ووصفه بما لا يليق بجلاله قول ربنا سبحانه وتعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ * وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ * وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} (البقرة: 40 - 43).

وقوله -سبحانه وتعالى-: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015