{فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِق} (الطارق: 5) {فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِه} (عبس: 24)، {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا} (الحج: 46) والآيات في ذلك كثيرة.

وقد ذمَّ الله تعالى الذين أهملوا عقولهم وعطلوا حواسهم فقال تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} (الأنفال: 22)، وقال: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (الأعراف: 179)، وأخبر -سبحانه وتعالى- أنهم سيندمون يوم القيامة على تعطيلهم حواسهم وعقولهم عن التعرّف على الله -عز وجل- ومراده، فقال -عز وجل- عن أهل النار أنهم قالوا بعدما دخلوها: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ} (الملك: 10، 11).

فالقرآن الكريم أمرنا باستخدام حواسنا والانتفاع بعقولنا، ولم يكتفِ القرآن الكريم بالإشارة والتوجيه بل وضع ضوابط علمية دقيقة تكون ضابطًا لهذه المعرفة الحسية والعقلية، وهذه الضوابط تقوم على دعامتين:

الأولى: تقوم على أن ينهض كل جيل بتعليم الجيل التالي ما وصل إليه من تجارب وما استفاده من معارف، وأن يرشد العالمون غير العالمين، وبهذا تتقدم الإنسانية في سبيل الرقي والكمال، وقد وضع القرآن الكريم الضمانات الكافية لتصل هذه المعارف إلى الأسماء والعقول بعيدةً عن التضليل والتحريف.

وأهم هذه الضمانات:

أولًا: ألا يكتم عالمًا ما اهتدى من معارف وعلوم، فإن هذه المعارف ليست ملكًا خالصةً له، وإنما هي هداية من الله وبتوفيق منه، وفي الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015