من خصائص الإسلام العامة الإنسانية، فالإسلام يمتاز بنزعته الإنسانية الواضحة الثابتة الأصيلة، في معتقداته وعباداته وتشريعاته وتوجيهاته، إنه دين الإسلام، والدليل على ذلك هو هذا القرآن المصدَر الأول للإسلام، إذا نظرنا إلى المصدر الأول للإسلام وهو القرآن الكريم كتاب الله رب العالمين، وتدبرنا آياته، وتأملنا موضوعاته واهتماماته نستطيع أن نصفه بأن كتاب الإنسان؛ فالقرآن كله إما حديث إلى الإنسان أو حديث عن الإنسان، إن كلمة الإنسان تكررت في القرآن الكريم ثلاثًا وستين مرة، فضلًا عن ذكر الإنسان بألفاظ أخرى مثل بني آدم، التي ذُكرت ستّ مرات، وكلمة الناس التي تكررت مائتين وأربعين مرة في القرآن كله مكيّه ومدنيّه، ولعل من أبرز الدلائل على ذلك أن أول ما نزل من آيات القرآن الكريم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمس آيات من سورة العلق ذُكرت كلمة الإنسان في اثنتين منها، ومضمونها كلها العناية بأمر الإسلام.
استمع أخي الداعي إلى هذه الآيات: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى} (العلق: 1 - 6) إن هذه الآيات الكريمة التي تُكتب في أقل من سطرين، والتي بدأ بها الوحي الإلهي تاريخًا جديدًا للبشرية، إن هذه الآيات تُعبّر أوضح التعبير عن نظرة الإسلام إلى الإنسان وعلاقته بالله تعالى وعلاقة الله تعالى به، إنها خطابٌ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكل إنسان يفهم الخطاب من بعده، الإنسان في هذه الآيات مأمورٌ أن يقرأ، والقراءة هنا رمزٌ لكل عمل نافع يقوم به الإنسان، وإنما خصّ