ومن شدة قوته أنه رفع مدائِن قوم لوط عليه السلام - وكن سبعا - بمن فيهن من الأمم وكانوا قريبا من أربعمائة ألف، وما معهم من الدوابِّ والحيوانات، وما لتلك المدائن من الأراضي والعمارات؛ على طرف جناحه، حتّى بلغ بِهِن عنان السماء، حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم وصياح دِيكتِهِم، ثمّ قلبها فجعل عاليها سافلها.
فهذا هو شديد القوى.
وقوله: ذو مِرة، أي: ذو خلقٍ حسنٍ وبهاءٍ وسناءٍ وقوة شديدة.
قال معناها ابن عباس - رضي اللَّه عنهما -.
وقال غيره: ذو مرة، أي: ذو قوة.
وقال تعالى في صفته: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ - ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ - مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} أي: له قوّة وبأس، شديد وله مكانة ومنْزلة عالية رفيعة عند ذي العرش {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} أي: مطاع في الملأ الأعلى أمِينٍ ذي أمانة عظيمة، ولهذا كان هو السفير بين اللَّه وبين رسلِه.
ـــــــــــــــــــــــــ
56 - صحيح- رواه أبو داود كتاب السنّة (4 / 332) (رقم: 4727) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (846) من طريق إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد اللَّه به.
ورواه أبو نعيم (3 / 158) عن جابر وابن عباس نحوه وفيه زيادة.
قال أبو نعيم: حدثنا عبد اللَّه بن خالد المكي ابن عبدان حدثنا سعيد بن محمد حدثنا جعفر بن عمر حدثنا محمد بن عجلان عن محمد عن جابر وابن عباس.
وللحديث شاهد من حديث أنس، رواه الطبراني في "الأوسط" (2 / 425) . وصححه الحافظ في "الفتح" (8 / 665) .
أنظر "السلسلة الصحيحة" رقم (150، 151) .